للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَ أَدْنى فَهُوَ لَهُ، فَقاسُوْهُ، فَوَجَدُوْهُ أَدنى إِلَىْ الأَرْضِ الَّتِيْ أَرادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَة". أخرجه الإِمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه (١).

فالملائكة التي تحضر جنازة الكافر والفاسق الذي مات مُصِرًّا هم ملائكة العذاب.

وذكر الحافظ عبد العظيم المنذري في حديث عمار رضي الله تعالى عنه الذي أخرجه أبو داود، وغيره: "إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَحْضُرُ جَنازَةَ الْكافِرِ بِخَيْرٍ، وَلا الْمُتَضَمِّخِ بِالزعْفَرانِ، وَلا الْجُنُبِ" (٢): أن المراد بالملائكة هنا هم الَّذين يتنزلون بالرَّحمة، والبركة دون الْحَفَظَةِ؛ فإنهم لا يفارقون على حال من الأحوال (٣). ا. هـ.

وأما شهود المسلم لجنازة الكافر فلا فائدة فيه للميت؛ فإنه خالد في النَّار، ولا للحي؛ إذ لا ثواب له في ذلك، بل هو مكروه.

إلا أنه لا بأس باتباع المسلم جنازة قريبه الكافر.

قال الأذرعي: و [لا] يبعد إلحاق الزوجة والمملوك بالقريب.

قال: وفي الجار نظر (٤).


(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٣/ ٢٠)، ومسلم (٢٧٦٦)، وابن ماجه (٢٦٢٢)، ورواه البخاري أيضًا (٣٢٨٣).
(٢) رواه أبو داود (٤١٧٦).
(٣) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (١/ ٩٠).
(٤) انظر: "فتح الوهاب شرح منهج الطلاب" لزكريا الأنصاري (٢/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>