للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيظهر وهَنُه في نفسه، وخجله عند غيره، وسواد وجهه، وخيبته من حيث زعم بياض وجهه ونجحه.

وزعم أبو العباس ثعلب أنه ليس في العرب إلا مثبت للقدر جاهليةً وإسلاما، وأنشد: [من الرجز]

تَجْرِي الْمَقادِيرُ عَلى غُرْزِ الإِبَرْ ... ما تَنْفُذُ الإِبْرَةُ إِلاَّ بِقَدَرْ

وأنشد لامرئ القيس: [من البسيط]

إِنَّ الشَّقاءَ عَلى الأَشْقَيْنَ مَكْتُوبُ

وهذه مبالغة من ثعلب، وقد علمت أن ابن عباس فسر الجاهلية في الآية بالتكذيب بالقدر هم من أهل الجاهلية من كان يقول به كما ذكره ابن قتيبة في "مختلف الحديث"، واللالكائي في "السنة" (١).

وأنشد زيادة على ما ذكره ثعلب لذي الإصبع العدواني: [من الهزج]

لَيْسَ الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ ... مِنَ الإِبْرامِ وَالنَّقْضِ

إِذا يُقْضَى أَمْرٌ إِخا ... لُهُ يُقْضَى وَلا يَقْضِي

ولبعض أهل الجاهلية: [من الرجز]


(١) انظر: "مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص: ٢٨ - ٣١)، و"اعتقاد أهل السنة" للالكائي (٤/ ٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>