كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(١٣) باب النهي عن التشبه بأهل الجاهلية والمشركين - ٣٣ - ومنها: قولهم لمن تزوج: بالرفاء والبنين، وقولهم للعنب: كرم، وتسميتهم المحرم: صفر، والعشاء: عتمة، والمغرب: عشاء. - ج: 8 - ص: 550

وروى الشيخان عن أبي بريدة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَقُولُونَ: الكَرْمُ؛ إِنَّما الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ".

وفي رواية لمسلم: "لا تُسمُّوا العبَ الْكَرْمَ؛ فَإِنَّ الكَرْمَ قَلْبُ الْمُسْلِمِ" (١).

وروى مسلم عن وائل بن حجر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَقُولُوا: الكَرْمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: العِنَبُ، وَالْحَبَلَةُ" (٢)؛ أي: بفتح المهملة والموحدة، وقد تسكن.

والنهي عن ذلك لأن الجاهلية كانت تسميه كرماً كما أشار إليه النووي في "الأذكار".

أو خشية أن يدعو الناسَ حسنُ الاسم إلى شرب الخمر المتخذة منه، كما قال الخطابي (٣).

وروى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي وائل في قوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: ٣٧] قال: نزلت في رجل من بني كنانة يقال له: نسيء؛ كان يجعل المحرم صفراً يستحل فيه المغانم (٤).

---

(١) رواه البخاري (٥٨٢٩)، ومسلم (٢٢٤٧) لكن عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) رواه مسلم (٢٢٤٨).
(٣) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: ٢٨٣).
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٧٩٤)، وكذا الطبري في "التفسير" (١٠/ ١٣٠).