للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهجرونه ولا تعمرونه (١).

قلت: وهذا حال من يقعدون في هذه الأزمنة في المساجد - مسجد دمشق وغيره - خصوصاً بين المغرب والعشاء، يتحلقون ويتكلمون في الدنيا، ويقولون الْهُجر - بالضم - أي: الباطل، والمكر.

وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمانِ قَوْم يَجْلِسُونَ فِي الْمَساجِدِ حِلَقاً حِلَقاً، إِمامُهُمُ الدّنْيا، فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حاجَةٌ" (٢).

وهو عند أبي نعيم، ولفظه: "سَيَأْتِي عَلَى الزَّمانٌ زَمانٌ يَقْعُدُونَ فِي الْمَساجِدِ حِلَقاً حِلَقاً [إنما همتهم الدنيا] (٣) فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حاجَةٌ" (٤).

وروى البيهقي في "الشعب" عن الحسن - مرسلاً - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَساجِدِهِمْ فِي أَمْرِ دُنْياهُمْ، فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حاجَةٌ" (٥).


(١) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١١٣٥١)، والحاكم في "المستدرك" (٣٤٨٧).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٤٥٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٤): فيه بزيع أبو الخليل، ونسب إلى الوضع.
(٣) بياض في "أ" و"ت".
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ١٠٩).
(٥) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>