للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ابن أبي حاتم، وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: إن أبا بكر اشترى بلالاً رضي الله تعالى عنهما من أمية بن خلف، وأبي بن خلف ببردة وعشر أواق، فأعتقه لله تعالى، فأنزل الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} إلى قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: ١ - ٤]؛ يعني: سعي أبي بكر، وأمية بن خلف (١).

روى عبد بن حميد، وغيره عن ابن عباس في قوله {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: ٥، ٦] قال: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.

{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} [الليل: ٨، ٩] قال: أبو سفيان بن حرب حين كان في جاهليته (٢).

أما ما كان أهل الجاهلية يفعلونه من فك العاني، وقِرى الضيف، والمنائح، والصِّلات، ونحو ذلك من مكارم الأخلاق، فهو إما للرياء والسمعة، وهذا خلق جاهلي، وإما لمقتضى السليقة، وهذا ممدوح، لكن لا يثابون عليه لكفرهم؛ فإنهم لا يريدون به وجه الله.

نعم، من أسلم منهم وكان متخلقاً بهذه الأخلاق، فاستصحبها في الإسلام، كان من خيار الناس وصفوتهم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّاسُ مَعادِنٌ


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٤٤٠).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٥٣٦)، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>