روى البخاري عن عطاء بن يسار رحمه الله تعالى قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما؛ قلت: أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أجل والله؛ إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن؛ يا أيها النبي! إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحِرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سَخَّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمًّا، وقلوباً غُلْفاً (١).
وروى أبو نعيم في "الدلائل" عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى شعيب عليه السلام: إني باعث نبياً أمياً أفتح به آذاناً صماً، وقلوباً غُلْفاً، وأعيناً عمياً، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، عبدي المتوكل، المصطفى، المرفوع، الحبيب، المتحبب، المختار، لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ويغفر، رحيماً بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سَخَّاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قَوَّال بالخَنَا، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته، ولو مشى على القصب الرعراع - يعني: اليابس - لم يسمع من تحت قدميه، أبعثه مبشراً