للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طفلت الشمس للغروب، وكانت على رؤوس الرجال كأنها عمائم الرجال في وجوههم، فيبيتون جميعاً بمزدلفة حتى إذا كان في الغلس وقفت الحلة والحمس جميعاً على قزح، فلا يزالون عليه حتى إذا طلعت الشمس وصارت على رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوههم دفعوا من مزدلفة، وكانوا يقولون: أشرق ثبير كي ما نغير (١).

فلما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس يوم عرفة كما روى الطبراني بسند صحيح، عن المِسْور بن مَخْرمة رضي الله تعالى عنهما قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ وَالأَوْثانِ كانُوا يَدْفَعُونَ مِنْ هَذا الْمَوْقف إِذا كانَتِ الشَّمْسُ عَلى رُؤُوسِ الْجِبالِ كَأَنَّها عَمائِمُ الرِّجالِ فِي وُجُوهِهِمْ، وَإِنَّا لا نَدْفَعُ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ تَغِيْبَ الشَّمْسُ، وَكانُوا يَدْفَعُونَ مِنَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ إِذا كانَتِ الشَّمْسُ مُنْبَسِطَةً" (٢).

وفي رواية غيره: "وإِنَّاَ لا نَدْفَعُ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَيَحِلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ، وَنَدْفَعُ مِنْ مُزْدلِفَةَ غَداً إِنْ شاءَ اللهُ تَعالَى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ؛ هَدْيُنا مُخالِفٌ لِهَدْيِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالأَوْثانِ" (٣).

وروى الأئمة الستة رحمهم الله تعالى عن عمرو بن ميمون قال:


(١) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (١/ ١٨٩).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ٢٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٥٥): رجاله رجال الصحيح.
(٣) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>