للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: درس الرسم دروسًا: عفا وانمحى، ودرسَتْه الريح، يكون لازمًا ومتعديًا.

وحقيقة الدروس الذهاب قليلاً قليلاً، وشيئًا بعد شي.

والمعنى: إن الإِسلام تنقص أموره وتذهب واحدًا بعد واحد حتى يؤول الأمر إلى الجاهلية، وأول الإمارات غرابة الإِسلام كما في الحديث: "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيُعُودُ غَرِيبًا كَما بَدَأَ" (١).

ثم ذهابه -والعياذ بالله تعالى- بالكلية حتى لا يبقى من يقول: لا إله إلا الله، وهي آخر ما يبقى منه، فعليهم تقوم الساعة.

وروى محمَّد بن نصر عن الليث بن سعد رضي الله تعالى عنه: إنما يرفع القرآن حين يقبل الناس على الكتب -أي: المخالفة له، أو المكتوبة برأيهم، وبما يستحسنونه -ويكُبُّون عليها، ويتركون القرآن (٢).

• • •


(١) رواه مسلم (١٤٦) عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(٢) رواه محمَّد بن نصر كما في "مختصر قيام الليل" (ص: ٢٧٧)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>