للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى البزار، والطبراني، وابن خزيمة في "صحيحه" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن فيه (١).

وروى ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى قال: والله إني لأجد صفة المنافقين في التوراة: شرَّابين للقهوات، تبَّاعين للشهوات، لعَّابين بالكعبات، رقَّادين عن العتمات، مفرطين في الغدوات، ترَّاكين للصلوات، ترَّاكين للجماعات، ثم تلا هذه الآية: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم: ٥٩] (٢).

قوله: شرَّابين للقهوات، جمع قهوة، وهي من أسماء الخمر، فأشار إلى أن من أخلاق المنافقين إدمان شربها.

وأما إطلاق القهوة على المتخذة من البُن أو من قشره فإنه عرف حادث حدث بعد التسعمئة من الهجرة.

ويجوز أن يكون مراداً بما ذكره كعب عن كتاب الله تعالى التوراة، ويكون ذلك من باب إخبار الله تعالى بما يصير بعد، ولا يرد ذلك بأن قهوة البن مباحة بإجماع العلماء إلا قليلاً منهم أنكرها في أول خروجها، ثم تبين لأكثرهم إباحتها؛ إذ قد يكون من أخلاق المنافقين وأعمالهم


(١) رواه البزار في "المسند" (٥٨٤٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٣٠٨٥)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٤٨٥).
(٢) انظر: "تفسير ابن كثير" (٣/ ١٢٩)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٥٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>