للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيَّن أنهم يطلبون رضى الناس دون رضى الله لأنهم يخافونهم دونه، والله أحق بالرضى والمخافة؛ فإن العبد إذا خاف الناس وأرضاهم بما يسخط الله لم يغنوا عنه شيئًا إذا ظهر فيه عقوبة تسخط الله تعالى.

وقد روى الترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أَرْضى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ، وَمَنْ أَسْخَطَ النَّاسَ بِرِضَا اللهِ كَفاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ" (١).

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" -وإسناده كما قال الحافظ ابن حجر على شرط الشيخين (٢) - ولفظه: "مَنْ أَرْضَى الله بِسَخَطِ النَّاسِ كَفاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَرْضى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ" (٣).

وروى الحاكم وصححه، والديلمي عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أَرْضى سُلْطاناً بِما يُسْخِطُ الله عز وجل خَرَجَ مِنْ دِينِ اللهِ" (٤).

وروى الطبراني في "الصغير"، والديلمي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال


(١) رواه الترمذي (٢٤١٤) بمعناه، وفي سنده من لم يسم.
(٢) انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: ١١٩).
(٣) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٢٧٧).
(٤) رواه الحاكم في "المستدرك" (٧٠٧١)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٥٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>