للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في "النهاية" حديث: "الْمَذالُ مِنَ النِّفاقِ".

قال في "القاموس": والمذال: المذاء، وأن يقلق الرجل بفراشه الذي يضاجع فيه حليلته، ويتحول عنه حتى يفترشها غيره (١).

وعلى هذا اقتصر في "النهاية"، لكن وقع في عبارة السيوطي في "مختصر النهاية": فيفترشه غيره (٢) - بعود الضمير إلى الفراش -وهو أعم من عوده إلى المرأة؛ إذ هو شامل لمطلق الإعراض عن مضاجعة الزوجة كراهية للعمل بالسنة من استحباب المضاجعة؛ إذ فيه هجر المرأة، وهو إيذاء لها وتعريض لفراشها أن يفترشه غيره، والغير شامل للذكر والأنثى، فربما دعا هجر المرأة أن تستبدل غير الرجل رجلًا بالمعاهرة، أو امرأة بالمساحقة.

وقد روى ابن حبان في "صحيحه" عن عائشة، وابن ماجه عن ابن عباس، والطبراني في "الكبير" عن معاوية - رضي الله عنهم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي" (٣).

وأخرجه ابن عساكر من حديث علي رضي الله تعالى عنه، وزاد: "ما أَكْرَمَ النِّساءَ إِلاَّ كَرِيْمٌ، وَلا أَهانهنَّ إِلاَّ لَئِيْمٌ" (٤).


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ١٣٦٦) (مادة: مذل).
(٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٤/ ٣١٢).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>