للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما روى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، والطبراني، وغيرهم عن الحسن: أن ابن مسعود - رضي الله عنه - سأله رجل عن قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: ١٠٥]، فقال: أيها الناس! إنه ليس بزمانها؛ فإنها اليوم مقبولة، ولكنه قد أوشك أن يأتي زمان تأمرون بالمعروف، فيصنع بكم كذا وكذا، أوقال: فلا يقبل منكم، فحينئذ {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (١٠٥)} [المائدة: ١٠٥] (١).

وفيه دليل على سقوط الأمر والنهي عمن علم أنه لا ينفع أو لا يقبل منه.

وهو أحد قولين للعلماء، وعليه أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه، وغيرُه.

والثاني: أنه لا يسقط بخلاف ما لو خاف الضرر، وهو الراجح في مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه (٢).

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي عن بريدة رضي الله


(١) رواه عبد الرزاق في "التفسير" (١/ ١٩٩)، وسعيد بن منصور في "السنن" (٤/ ١٦٥٠) بمعناه، والطبري في "التفسير" (٧/ ٩٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٩٠٧٢) بمعناه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٩): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الحسن البصري لم يسمع من ابن مسعود، والله أعلم.
(٢) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٢/ ٣٠٧ - ٣١٢)، و"روضة الطالبين" للإمام النووي (١٠/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>