كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

٦٦ - ومنها -وهي أقبح أعمال المنافقين وأجمعها للشر-: تشبههم بمن سلف قبلهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والمنافقين، والفجار. - تنبيه - ج: 9 - ص: 317

وروى أبو يعلى -ورواته ثقات- عن أنس - رضي الله عنه - قال: غدا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله! هلكنا ورب الكعبة.

قال: "وَما ذاكَ؟ " قالوا: النفاق، النفاق.

قال: "ألسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ "

قالوا: بلى.

قال: "لَيْسَ ذاكَ النِّفاقَ".

ثم عادوا الثانية؛ قالوا: يا رسول الله! فذكر مثله سواء.

ثم عادوا الثالثة: فقالوا يا رسول الله! هلكنا ورب الكعبة.

قال: "وَما ذاكَ؟ " قالوا: إنا إذا كنا عندك كنا على حالة، فإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا.

قال: "لَوْ أَنَّكُمْ إِذا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِيَ تَكُونونَ عَلى الْحالَةِ الَّتِي تَكُونُونَ عَلَيْها لَصافَحَتْكُمُ الْمَلائِكَةُ بِطُرُقِ الْمَدِينَةِ" (١).

والله الموفق.

***

---

(١) رواه أبو يعلى (٣٣٠٤)، وكذا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٧٦٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣١٠): رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير غسان بن برزين، وهو ثقة.