للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد، والحاكم وصححه، عن جُبير بن مُطْعِم رضي الله تعالى عنه، وأبو يعلى عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أي البلاد شر؟ " قال: "لا أَدْرِيْ حَتَّىْ أَسْأَلَ"، فسأل جبريل عليه السلام عن ذلك، فقال: "لا أدري حتى أسأل"، فانطلق ثم جاء، فقال: "إني سألت ربي عن ذلك، فقال: شر البلاد الأسواق" (١).

قال الحاكم: هذا الحديث أصل في قول العالم: (لا أدري) (٢).

وروى ابن حبان في "صحيحه" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ البقاع شر؟ فقال: "لا أَدْرِيْ حَتَّىْ أَسْأَلَ جِبْرِيْلَ"، فسأل جبريل فقال: "لا أدري حتى أسأل ميكائيل"، فجاءه فقال: "خيرُ البقاعِ المساجدُ، وشرُّها الأسواقُ" (٣).

وروى ابن مردويه بأسانيدَ حِسانٍ، عن جابر بن عبد الله، وعن قيس ابن سعد بن عبادة، وعن أنس بن مالك - وكلهم من الأنصار - رضي الله عنهم -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت هذه الآية: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩] قال لجبريل: "ما هَذا؟ " قال: "لا أدري حتى أسأل العليم"، ثم رجع فقال: "إن ربك يأمرك أن تَصِلَ من قطعك،


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٨١)، والحاكم في "المستدرك" (٣٠٣)، وأبو يعلى في "المسند" (٧٤٠٣)، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٥٤٥) كلهم عن جبير بن مطعم.
(٢) انظر: "المستدرك" للحاكم (٣٠٣).
(٣) رواه ابن حبان في "صحيحه" (١٥٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>