للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه عن أبي ذر، ورافع بن عمرو الغفاري معًا رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوم يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجاوِزُ حَلاقِيمَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَما يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ" (١).

لم يقيدهم في هذا الحديث بأنّهم من المشرق، فهو شامل لسائر الخوارج.

وروى ابن أبي شيبة عن أبي غالب قال: كنت في مسجد دمشق، فجاؤوا بسبعين رأسًا من رؤوس الحرورية، فنصبت على درج المسجد، فجاء أبو أمامة رضي الله تعالى عنه فنظر إليهم فقال: كلاب جهنم، شر قتلى قُتلوا تحت ظل السَّماء، ومن قَتلوا خير قتلى تحت ظل السَّماء (٢).

وقوله: من رؤوس الحرورية: ليسوا من أهل حروراء؛ لأنّ أولئك استأصلهم علي رضي الله تعالى عنه إِلَّا عشرة، بل هم طائفة اعتقدوا ما اعتقدته الحرورية من الخروج على الإمام وغيره، فنسبهم أبو أمامة إليهم.


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣١)، ومسلم (١٠٦٧)، وابن ماجه (١٧٠).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>