للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، وهو محفوظ في صدورنا، مكتوب في مصاحفنا، مقروء بألسنتنا.

والله سبحانه وتعالى خلق العباد وأعمالهم، وهو غني عن العالمين، ولا خالق غيره.

والقدر منه سبحانه وتعالى خيره وشره، وكل شيء بقضاء وقدر حتّى العجز والكَيْس.

خلق هذا العالم البديع من غير حاجة منه إليه.

ولا يجب على الله تعالى شيء، بل هو فعال لما يريد، فإن أثاب الطائعين فمن فضله، وإن عاقب العاصين فبعدله إِلَّا أن يغفر بفضله ما دون الشرك ممّا يشاء من العباد، وله أن يثيب العاصي، ويعاقب المطيع، ويؤلم الطفل والدابة لأنّه لا يسأل عما يفعل (١)، ويستحيل وصفه بالظلم، والسعيد سعيد الأزل، والشقي شقي الأزل.

وقوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: ٣٩]؛ أي: في اللوح المحفوظ.

{وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: ٣٩]؛ أي: أصله الّذي لا يغير منه شيء، كما قال ابن عبّاس، وغيره (٢).


(١) ولحكم وأسرار لا يعلمها إِلَّا الله. وقد تكلم في هذه المسألةُ بكلمات جامعات، وفوائد فريدات العلّامة ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (ص: ٢٧٣ - ٢٧٦) فانظرها.
(٢) انظر: "تفسير الطّبريّ" (١٣/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>