للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسئل الجنيد رحمه الله تعالى عن الفتوة، فقال: لا تنافي فقيرًا، ولا تعارض غنيًا.

قال: وقال محمّد بن علي التّرمذيّ يرحمه الله تعالى: الفتوة أن يستوي عندك المقيم والطارئ (١)؛ يعني: في المعاشرة، والإكرام، ونحوهما، وفي عدم الالتفات إلى أحد منهما في فعل أو ترك، فيكون إشارة إلى الإخلاص والصدق ... (٢).

في معنى ما نقله أيضًا عن النصرأباذي: لمروءة شعبة من الفتوة، وهو الإعراض عن الكونين، والأَنفَة منهم؛ يعني: شغلًا بالله تعالى، وفناءً في حبه، وارتباطًا بأوامره.

وقيل: الفتوة إظهار النعمة، وإسرار المحنة. نقله التستري (٣).

وقال رحمه الله تعالى: واعلم أن من الفتوة الستر على عيوب الأصدقاء؛ لاسيما إذا كان لهم فيه شماتة الأعداء (٤). [من المتقارب]

رَأَيْتُ الفَتَى مَنْ يُغَطِّي الزَّلَلْ ... وَيَرْفُو مِنَ الأَصْدِقاءِ الْخَلَلْ


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٦٢)، وعندها "لا تنافر".
(٢) بياض في "أ" بمقدار كلمة.
(٣) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٦٢)، و"مدارج السالكين" لابن القيم (٢/ ٣٤٢).
(٤) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>