للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ ... يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ (١)

وقال البحتري [من الكامل]:

مَتَى أَحْوَجْتَ ذا كَرَمٍ تَخَطَّى ... إِلَيْكَ بِبَعْضِ أَفْعالِ اللِّئامِ (٢)

وكما لا ينبغي التشبه باللئيم لا ينبغي مصاحبته، ولا وداده، ولا مجاورته خشية سريان خلقه إليك، فلا ينصفك وإن أنصفته، ولا يكتم لك سرًا، ولا يحمد لك أمرًا، ينم عليك مساوئك، ويتأول محاسنك، إن عاتبته لم يعتبك، بل استطال وأساء المقال، وإن تلطَّفت به تمرد وقسا، وإن احتجت إليه لم يواسك، بل رجعت منه بالخيبة والأسى.

روى أبو نعيم عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام (٣).

وعن محمد بن علي الباقر رحمه الله تعالى قال: سلاح اللئام قبح الكلام (٤).


(١) البيت لزهير بن أبي سلمى من معلقته، كما في "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي (ص: ٩٤).
(٢) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ١٧٢).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٣٩٠).
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>