للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القحاب حرم عليهما ذلك.

ومن دخل الأسواق متمايلاً صارخاً على هيئة السكارى فهو متشبه بهم كائن معهم.

ومن ابتلع دواء يوهم الناس أنه شيء مسكر أو مخدر فهو متشبه بالحشاشين والمتكيفين.

ومن تبجح بإظهار العشق وتكلم بالفاظ أهله، أو فعل أفعالهم، أو حضر في مجلس يجتمع به الفسقة، فيحكون عن أنفسهم أنهم فعلوا كذا وكذا، فأوهمهم أنه عمل فوق عملهم، فقد ارتكب محرمًا وإن كان كاذبًا على نفسه.

بل على الإنسان أن يتبرأ من ذلك ويتَّقي مواطن التهم والريب، وإن ابتلي بشيء من ذلك فليستر ما أمكنه الستر.

روى الحاكم وصححه، والبيهقي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعد أن رجم الأسلمي: "اجْتَنِبُوا هَذهِ القاذُوراتِ الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْها، فَمَنْ ألَمَّ بِشَيْءٍ مِنْها فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللهِ تَعالَى وَلْيَتُبْ إِلَى اللهِ؛ فَإِنَّ مَنْ يُبْدِ لَنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتابَ اللهِ" (١).

في الأثر كما ذكره أبو طالب المكي: من تَزَيَّا بزي قوم فهو منهم (٢).


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٨١٥٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٣٣٠). وحسن العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ٨١٣).
(٢) ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (١/ ٤٢٨) من قول علي - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>