ما يدخل في باب التشبه بالفساق والسفهاء تشبه أهل الكمال بأهل النقصان والاختلال كتشبه العقلاء بالمجانين، والرجال بالنساء أو الصبيان؛ لأنه لا يخلو عن فسق وإحباط مروءة، فمن خَلَقه الله تعالى بشراً عاقلاً، حرًا، ذكرًا، رجلاً، فليس له أن يسلك مسالك البهائم، والمجانين، والأرقاء، والنساء، والصبيان لأن ذلك يناقض الحكمة الإلهية، ويكون كفراً بنعمة الله تعالى.
كذلك كمال المرأة أن لا تخرج عن مسالك النساء إلى مداخل الرجال.
وكمال الرقيق أن لا يطلب السيادة وهو مقيم على الرق.
وكمال الصبي أن لا يزاحم الرجال الكُمَّل فيما يختص بهم من الرئاسات وابتداء الكلام والاستبداد بالرأي.
بل كمال المرء أن يكون بالمنزلة التي أنزله الله تعالى بها من صغر أو كبر، أو فقر أو غنى، حتى يكون الله تعالى هو الذي ينقله عنها إلى أكمل منها.