للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجنون الله، أنا مجنون الله.

فقلت: لم لا تدخل الجامع، وتتوارى وتصلي؟ فأنشأ يقول [من الطويل]:

يَقُولُونَ زُرْنا وَاقْضِ واجِبَ حَقِّنا ... وَقَدْ أَسْقَطَتْ حالِي حُقُوقَهُمُ عَنِّي

إِذا هُمْ رَأَوْا حالِي وَلَمْ يَأْنَفُوا لَها ... وَلَمْ يَأْنَفُوا مِنْها أَنِفْتُ لَهُمْ مِنِّي (١)

وأنشد الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد الزهري الشافعي مفتي دمشق معتذراً عن كشف رؤوس الفقراء في الذكر [من الطويل]:

يَلومُوننِي فِي كَشْفِ رَأْسِي وإِنَّني ... لَمُعْتَرِفٌ أَنِّي عَلى ذاكَ أُوجَرُ

لِقَصْدِي بِهِ إِظْهارَ ذِلَّتِيَ الَّتِي ... هِيَ الْمَقْصِدُ الأَسْنَى لِمَنْ يَتَبَصَّرُ

فأما من أظهر هذه الأحوال تعمداً للتوصل إلى الدنيا، أو ليعتقده الناس ويتبركوا به، أو لنحو ذلك، ففعله هذا من أقبح الذنوب المُهْلِكات، والمعاصي الموبقات.


(١) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٥١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>