للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم نظيره عن جعفر الصادق في "الأدب".

ووجه ذلك أن الأحمق طائش العقل متكبر، والعلم أعظم ما يتكبر به؛ فإذا تعلم على حماقته ازداد طيشاً، فلا ينتفع بالعلم.

ومن [هنا] استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من علم لا ينفع (١)؛ فإنه لا ينفع إلا مع العقل.

وقيل: [من الكامل]

العِلْمُ لِلرَّجُلِ اللَّبِيبِ زِيادَةٌ ... وَنَقِيضُهُ لِلأَحْمَقِ الطَّيَّاشِ

مِثْلُ النَّهارِيَزِيدُ إِبْصارَ الوَرَى ... نُورًا وَيُعْشِي أَعْيُنَ الْخُفَّاشِ

الفائدَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: روى ابن عدي عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إيَّاكُمْ وَرَضاعَ الْحَمْقَى" (٢).

والحكمة في ذلك أن العادة جارية أن من ارتضع من لبن امرأة غلب عليه أخلاقها.

وأفصح عن ذلك ما رواه أبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، والقضاعي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرَّضاعُ يغَيرُ الطَّباعَ" (٣).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ورواه ابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ١٠٤) عن ابن عمر - رضي الله عنهما -. =

<<  <  ج: ص:  >  >>