للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَتَنْدَمَ إِذْ لا تَنْفَعَنْكَ نَدامَةٌ ... كَما نَدِمَ الْمَغْبُونُ لَمَّا تَفَرَّقا (١)

الفائِدةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: قال ابن عبد ربه: قيل لعدي بن حاتم - رضي الله عنه -: ما السؤدد؟

قال: السيد الأحمق في ماله، الذليل في عرضه، المطرح لحقده (٢).

قال: وقيل لعرابة الأوس: لِمَ سوَّدك قومك؟

قال: بأربع خلال: أنخدع لهم في مالي، وأذل لهم في عرضي، ولا أحقر صغيرهم، ولا أحسد كبيرهم (٣).

فالمرء إذا انخدع في ماله فأنفقه في وجوه الخير ووقاية العرض - وإن بالغ في ذلك حتى يعده كثير من الناس في ذلك أحمق - كان ذلك تماماً لسيادته، واستوجب الحمد به، وانقلب حمقه عقلاً.

ولعل تسمية ذلك حمقا على وجه المشاكلة دالًّا فقد قالوا: إنما يسود الرجل بأربعة أشياء: بالعقل، والأدب، والعلم، والمال (٤).


(١) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٢٩).
(٢) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٣٤).
(٣) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٣٥).
(٤) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>