للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لئيماً، ولا من نعمته مستحدثة.

وفي الحديث: "اطْلُبوا الْخَيْرَ مِنْ حِسانِ الْوُجُوه" (١)، وهم أهل البشاشة والبِشْر.

وكذلك إذا حملته الضرورة على الخدمة فلا يخدم إلا العلماء، وأهل المجد والسماحة الذين لا يتبعون إحسانهم بالمن والأذى، دون السفهاء واللؤماء، والجند الظلمة، ومستحدثي النعمة، ومستذلي الحرفة؛ فإن الخدمة إذا كانت للعلماء والأشراف، والحاجة إذا كانت إليهم فتلك الخدمة التي تنتج الرفعة في الدنيا، والفوز في الآخرة إذا حسنت النية، وتلك الحاجة التي لا تزري بمحتاجها، وهي التي تنجح، ولا تكسر عرض صاحبها.

وأنشد ابن أبي الدنيا لمحمود الوراق: [من الوافر]

إِذا أَعْطَى الْقَلِيلَ فَتى شَرِيفٌ ... فَإِنَّ قَلِيلَ ما يُعْطِيكَ زَيْنُ

وَإِنْ تَكُنِ الْعَطِيَّةُ مِنْ دَنِيِءٍ ... فَإِنَّ كَثِيرَها عارٌ وَشَيْنُ

وَلا يَرْضى الْكَرِيْمُ بِيَوْمِ عارٍ ... وَإِنْ أَوْهَى وَهَدَّ قُواهُ دَيْنُ

فَعُذْ بِاللهِ وَالجَ إِلَيْهِ إِمَّا ... بَدَتْ لَكَ حاجَةٌ أَوْ كانَ كَوْنُ (٢)

وروى الدينوري، والسلفي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى


(١) تقدم تخريجه.
(٢) وانظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>