للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخرجه البزار بسند حسن نحوه (١).

وروى الطبراني عن أم أيمن رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّما الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ" (٢).

ونقل السخاوي في "المقاصد الحسنة" أن الشافعي رحمه الله تعالى اعتمد هذا الحديث (٣).

وفي حديث ابن عباس دليل أن في الحبشان، وكذا السودان طباعاً طيبة، وطباعاً خبيثة وإن كانت الخبيثة أغلب، وليست منحصرة فيما ذكر، وإنما نبه - صلى الله عليه وسلم - على أمهات أخلاقهم.

فلا ينبغي للحر أن يتشبه بالأرقاء منهم في الأخلاق المذمومة كالأشر، والبطر، وكفران الإحسان، وسرعة التقلب والتلون، وخفة الحلم والدمدمة.

وما أحسن قول القائل: [من مجزوء الكامل المرفل]

الْعَبْدُ يُرْدَعُ بِالعَصا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ الْمَلامَة (٤)


(١) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٢٣٥): رواه البزار ولفظه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا خير في الحبش، إن شبعوا زنوا، وإن فيهم لخلتين؛ إطعام الطعام، وبأس عند البأس" ورجاله ثقات، وعوسجة المكي، فيه خلاف لا يضر، ووثقه غير واحد.
(٢) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٢٣٥): رواه الطبراني، وفيه خالد ابن محمد من آل الزبير، وهو ضعيف.
(٣) انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ١٩٥).
(٤) البيت لابن مفرغ الحميري، انظر: "طبقات فحول الشعراء" (٢/ ٦٨٩)، و"والمجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>