ذكر الخطابي في "غريبه" عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قالوا: علِّموا أرقاءكم سورة يوسف عليه السلام (١).
والحكمة في ذلك أن هذه السورة تدعوهم إلى الصبر على ذل الرق، وطاعة السادة، وعدم التقصير في طاعة الله تعالى بسبب الرق، وحسن التأدب مع السادة ونصيحتهم، ومع غير السادة.
وقد سبق أن الله تعالى يحتج يوم القيامة بيوسف عليه السلام على الأرقاء المقصرين في طاعته - عز وجل -.
* تَتِمَّةٌ:
كما لا ينبغي للعبد الذي هو مملوك الرقبة لمخلوق مثله أن يشاركه في السيادة، بل يلزم منزلته منه، وهي الخدمة وامتثال الأمر، لذلك لا ينبغي للعبد المخلوق للعبادة أن ينازع سيده الذي هو ربه في شيء مما يختص به من العزة والكبرياء وغيرهما كما تقدم في محله، بل يلزم مقام العبودية طاعة وخدمة، وتفويضاً وتسليماً كما ذكر أبو سعيد الحسن بن علي الواعظ في كتاب "الحدائق لأهل الحقائق": أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى اشترى عبداً، فقال له: إيش تأكل؟
(١) انظر: "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ٦٨)، ورواه الثعلبي في "التفسير" (٥/ ١٩٦)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٤٠٠٦) عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -. وضعف إسناده الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ١٨٠).