للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن التشبه المذموم أن يخالط الرجل النساء الأجنبيات، والمرأة الرجال الأجانب، ومن ثم حرمت الخلوة بالأجنبية عليهما خشية الاستجرار إلى المعصية.

ولقد قال بعض الحكماء: باعدوا بين أنفاس الرجال وأنفاس النساء (١).

وروى الدارقطني في "الأفراد" بسند ضعيف، عن علي رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها: "أَيُّ شَيْءٍ خَيْر لِلْمَرْأَةِ؟

"قالت: أن لا ترى رجلًا ولا يراها رجل.

فضمها إلى صدره، وقال: "ذُرِّيَّةٌ بَعْضها مِنْ بَعْضٍ" (٢).

قال أبو طالب المكي: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) يقول: "شِرارُ خِصالِ الرِّجالِ خِيارُ خِصالِ النِّساءِ: الْبُخْلُ، وَالْجُبْنُ، وَالزَّهْوُ" (٤).

لأن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مال زوجها، وإذا كانت زاهية معجبة استنكفت أن تكلم الرجال، وإذا كانت جبانة فَرَقَت من كل شيء فلم تخرج من بيتها.


(١) قال علي القاري في "الأسرار المرفوعة" (ص: ١٤٥): غير ثابت.
(٢) قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٣٩٨): رواه البزار والدارقطني في "الأفراد" من حديث علي - رضي الله عنه - بسند ضعيف.
(٣) في "قوت القلوب": "وكان علي" بدل "وكان النبي".
(٤) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (٢/ ٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>