للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "ما مِنْ خارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلاَّ بِبابِهِ رايَتانِ؛ رَايَةٌ بِيَدِ مَلكٍ، وَرايَةٌ بِيَدِ شَيْطانٍ، فَإنْ خَرَجَ لِما يُحِبّ اللهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رايَةِ الْمَلَكِ حَتَّىْ يَرْجِعَ إِلَىْ بَيْتِهِ، وإِنْ خَرَجَ إِلَىْ سَخَطِ اللهِ اتَّبَعَهُ الشَّيْطانُ بِرايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رايَةِ الشَّيْطانِ حَتَّىْ يَرْجِعَ إِلَىْ بَيْتِهِ" (١).

وسبق حديثه: "إِنَّ لِلْمَساجِدِ أَوْتاداً، الْمَلائِكَةُ جُلَساؤُهُم؛ إِنْ غابُوْا يَفْتَقِدُوْهُمْ، وإِنْ مَرِضُوْا عادُوْهُمْ، وإِنْ كانُوْا فِيْ حاجَةٍ أَعانُوْهُمْ" (٢).

وذكر الإمام أبو طالب المكي في كتاب "القوت": أن الله تعالى أوحى أيُّوب عليه السلام: "ما من عبد لي من الآدميين إلا ومعه ملكان، فإذا شكر على نعمائي قال: اللهم زده نِعَماً على نعمك؛ فإنك أهل الشكر والحمد، فكن من الشاكرين قريباً، وزدهم شكراً، وزدهم من النعماء، وكفى بالشاكرين - ياأيُّوب - علو المرتبة عندي، وعند ملائكتي، فأنا أشكر شكرهم، وملائكتي تدعو لهم، والبقاع تحبهم، والآثار تبكي عليهم، فكن لي - ياأيُّوب - شاكراً، ولآلائي ذاكراً، ولا تذكر لي حتى أذكر، ولا تشكر لي حتى أشكر أعمالك، أنا أوفِّق


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٢٣)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٧٦٨). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٣٢): رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وثقه مالك، وضعفه أحمد ويحيى في رواية.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>