للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا القبيل رغبة النساء في المنجِّمين، وأصحاب المنادل، والفالاتية، والكهان، والسحرة، والمشعبذين، والمطالبية.

وأقل الرجال عقولاً من يوافقهن في ذلك، وهو من قبيل التعلق بالأماني، وكم ضاعت أموال أهل الجهل في هذا الباب، وهو من قبيل المثل: رزق الكلاب على المجانين.

نعم، لو فرض وجود امرأة صالحة عارفة، وهي أعز من الغراب الأعصم كما في الحديث (١)، فلا بأس باستشارتها في بعض الأمور خصوصاً ما يرجع فيه إلى رأيهن كأمر بناتهن، ولذلك جاء في الأثر: آمروا النساء في بناتهن (٢)؛ أي: ذوات الصلاح الكاملات.

وفي الحديث: "كَمُلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ أَرْبعٌ" (٣).

وهذا مستثنى مما تقدم، والدليل عليه استشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة رضي الله تعالى عنها في صلح الحديبية كما هو مأثور في السير، وغيرها لفضلها ووفور عقلها، وهو أمر غريب في النساء حتى قال إمام


(١) روى الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٩٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩٢٦٨) عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ مِثْلُ هَذا فِيْ هَذِهِ الْغِرْبانِ".
(٢) قد ورد هذا مرفوعاً، كما رواه أبو داود (٢٠٩٥) عن ابن عمر - رضي الله عنه -.
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>