للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيخ، وجاء الشرع بتقرير هذه العادة، والسبب في ذلك أن بعض الشباب تغلب عليه الحرارة والرطوبة، فتغلب عليه الشهوة ويشتد به الهوى، ومن ثم كان خلاص الشباب من موجبات الهوى أمراً عجيباً حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَة". رواه الإمام أحمد، والطبراني عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه (١).

والتعجب من الله تعالى بمعنى الاستحسان والرضا (٢).

وروى أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ تَعالَى يُحِبُّ الشَّابَّ الَّذِي يُفْنِي شَبابَهُ فِي طاعَةِ اللهِ تَعالَى" (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٥١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ٣٠٩). وحسن الهيثمي إسناده في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٧٠).
لكن قال أبو حاتم: إنما هو موقوف. انظر: "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ١١٦).
(٢) قال أبن قدامة المقدسي في "لمعة الاعتقاد" (ص: ١٢): - بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره - فهذا وما أشبهه، مما صح سنده وعدلت رواته، نؤمن به ولا نرده ولا نجحده، ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] وكل ما تخيل في الذهن، أو خطر بالبال، فإن الله تعالى بخلافه.
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣٦٠) وقال: غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>