للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث المذكور: "وَشَرُّكُمْ مَنْ طالَ عُمُرُهُ وَساءَ عَمَلُهُ" (١).

والشيخ كما على سِنُّهُ حَسُنَ منه قصر الأمل والإعراض عن الدنيا، وكان ذلك مطلوباً منه لأنه أقرب من الشاب إلى الموت ومفارقة الدنيا، ومن ثم قال الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: ٣٧]؛ يعني: الشيب.

وهذا خلاف ما في طبعه، ومخالفة ما في الطبع شديدة على النفس، والثواب على قدر المشقة والصبر على الشدائد.

وفي "الصحيح": "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكارِهِ" (٢).

فمن صبر على المكروهات، وزهد في الدنيا الفانية، نجا من المكروهات في الآخرة، وفاز بالجنات.

وفي الحديث: " [نَجَا أَوَّلُ] (٣) هَذِهِ الأُمَّة بِالنَّفْسِ وَالزُّهْدِ، وَيَهْلَكُ آخِرُها بِالْبُخْلِ وَالأَمَلِ".

رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأمل" عن عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما، وابنُ قال في "مكارم الأخلاق" عن معاوية بن حيدة رضي الله تعالى عنه (٤).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَيَهْلَكُ آخِرُها" حكم على الغالب؛ أي: ويهلك


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) بياض في "أ" و"ت".
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>