للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو عبيد القاسم بن سلام عن كعب الأحبار قال: إن في التوراة: إن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث السن، وحرص عليه، وتابعه، خلطه الله تعالى بلحمه ودمه، وكتبه عنده من السَّفَرة الكرام البررة، فإذا تعلم الرجل القرآن وقد طَعَن في السن فحرص عليه، وهو في ذلك يتابعه ويتفلت منه، كتب له أجره مرتين (١).

وروى الدارمي، والبيهقي في "المدخل" عن شرحبيل بن سعد قال: دعا الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه وعن أبيه - بنيه وبني أخيه رضي الله تعالى عنهم فقال: يا بني، ويا بني أخي! إنكم صغار قوم أوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه - أو قال: يحفظه - فليكتبه، وليضعه في بيته (٢).

وروى أبو نعيم عن هشام بن عروة رحمهما الله تعالى أنه قال: يقول لبنيه: يا بني! تعلموا؛ فإنكم إن تكونوا صغراء قوم عسى أن تكونوا كبراءهم، واسوأتاه ماذا أقبح من شيخ جاهل (٣)؟

وروى الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: أنه وقف على حلقة من قريش فقال: ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة؟ لا تفعلوا، وأوسعوا لهم في


(١) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (١/ ٦).
(٢) رواه الدارمي في "السنن" (٥١١)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: ٣٧١).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>