نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، كما رواه أبو بكر ابن مردويه، وابن عساكر، وغيرهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (١).
فانظر كيف أثنى الله تعالى عليه بما كان من خلقه - رضي الله عنه -؛ فإنه أسلم في هذا السن، وأسلم أبواه، فقال ما حكاه الله تعالى فيه، وطلب من الله سبحانه أن يوفقه ويلهمه الشكر على ما أنعم عليه وعلى والديه من نعمة الإسلام، وأن يوفقه للعمل بما يرضاه من الأعمال الصالحة، وأن يصلح له في ذريته، فأسلموا.
ثم قال الله تعالى - مشيراً إلى من هذه أخلاقهم، وأبو بكر رضي الله تعالى عنه أولهم -: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}[الأحقاف: ١٦].
فهذه وظيفة الكهل لأنه في سن كمل فيه عقله، وصفا فيه جوهره، ومن ثم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكثر النبيين على رأس الأربعين، وهو سن الكمال للصديقين والصالحين، فمن بلغ هذا السن وانحرف عن هذا السنن، فقد عاكس الحكمة، وخالف أهل الكمال، ودخل في سلك الضلال.
ومن ثم جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سَنَة فَلَمْ يَغْلِبْ