للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال المعافى: وذكر لي بعض بني الفرات عن رجل منهم، أو من غيرهم: أنه كان بحضرة أبي جعفر الطبري قبيل موته، وتوفي بعد ساعة أو أقل منها، فذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمد، فاستدعى بمحبرة وصحيفة، فكتبها، فقيل له: أوفي هذه الحال؟

فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت (١).

وروى الخطيب عن ابن المبارك رحمه الله تعالى أنه قيل له: إلى كم تكتب الحديث؟

قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمعها بعد (٢).

ولو لم يستفد الشيخ من التعلم إلا التخلص من وصمة الجهل وعاره، فإنه لا يذم شيخ جاهل بأقبح من جهله.

ولقد قدمنا قول عروة بن الزبير: ماذا أقبحُ من شيخ جاهل (٣)؟

وروى الرامهرمزي في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" - واللفظ له - والطبراني في "الأوسط" عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ ثَلاثةً: الْغَنِيَّ الظَّلُومَ، وَالشَّيْخَ الْجَهُولَ، وَالعالِمَ الزَّهُوَّ الْمُحْتالَ" (٤).


(١) رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح" (ص: ٣٤٢).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (ص: ٦٨).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" (ص: ٤٩٩)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>