للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا أشد أسفاً عليه من غيرهم، وأكثر منًّا به وذكراً له.

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: ألا أخبركم بأفضل الحسرات؛ يعني: بأشدها؟ رجلٌ جمع درهماً إلى درهم، وقيراطاً إلى قيراط، ثم مات وورثه غيره، فوضعه في حقه، أو أمسكه في حقه (١).

وبالجملة فالسخاء محمود من الغني والفقير لأن عمدة السخي في حالة الثقة بالله تعالى وبموعوده؛ فإنه سبحانه يخلف نفقة المنفقين.

والبخل مذموم من الغني والفقير؛ لأن أصل إمساك البخيل خوف الفقر، وهو من وحي الشيطان ووعده.

ولقد أحسن القائل: [من البسيط]

لا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ ... فَلَيْسَ يُنْقِصُها الإِنْفاقُ وَالسَّرَفُ

وَإِنْ تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أَنْ تَجُودَ بِها ... فَإِنَّ مِنْها إِذا ما أُنْفِقَتْ خَلَفُ (٢)

***


(١) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٣٨).
(٢) انظر: "روضة العقلاء" لابن حبان (ص: ٢٦٢)، وعنده: "التبذير" بدل "الإنفاق"، و "فالحمد" بدل "فإنَّ منها".

<<  <  ج: ص:  >  >>