للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبعض المتقدمين: [من الطويل]

تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُخْلَقُ عالِمًا ... وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جاهِلُ

وَإِنَّ كَبِيرَ القَوْمِ لا عِلْمَ عِنْدَهُ ... صَغِيرٌ إِذا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْمَحافِلُ

وقال وهب بن منبه: يتشعب من العلم الشرفُ وإن كان صاحبه دنيئًا، والعزُّ وإن كان مهينًا، والقربُ وإن كان قصيًا، والغنى وإن كان فقيرًا، والنبلُ وإن كان حقيرًا، والمهابةُ وإن كان وضيعًا، والسلامةُ وإن كان سقيمًا.

نقله والدي في "الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد" (١).

ولقد قلت في معناه: [من الرجز]

يَظْفَرُ ذُو الْعِلْمِ بِه كَرامَة ... بِالْعِزِّ وَالشَّرَفِ وَالسَّلامَة

وَالنُّبْلِ وَالْهَيْبَةِ وَالْغِنَى مَعًا ... وَالْقُرْبِ وَالرِّفْعَةِ وَالْمَقامَة

وإذا تشبه العالم بالجاهل في أحواله وأعماله فقد أعرض عن هذه المقاصد، وتعرض لزوال هذه الفوائد.

وفي "تهذيب الكمال" للحافظ المزي في ترجمة صالح بن مهران الشيباني أبي سفيان الأصبهاني، وكان يقال له: الحكيم، وكان إذا تكلم يكتب حديثُه فيقال: إنه كان يتكلم في التوحيد.

قال أبو نعيم الحافظ: كان من الورع بمحل، كان يقول: كل


(١) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٣/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>