للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد، والبزار بإسناد صحيح، من حديثه أيضاً قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مَثَلَ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ كَمَثَلِ كَنْزٍ لا يُنْفَقُ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللهِ" (١).

وهذا فيه إشارة إلى أن العلم النافع هو العلم الذي يدعو صاحبه إلى العمل به، وإلى تعليمه غيره.

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن الحسن رحمه الله تعالى قال: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه، وفي هديه، وفي صدقه، وفي يده، وفي لسانه، وفي صلاته (٢).

وروى الأصبهاني في "ترغيبه" عن هلال بن العلاء قال: طلب العلم شديد، وحفظه أشد من طلبه، والسلامة منه أشد من العمل به (٣)، ثم أنشأ يقول: [من البسيط]

يَمُوتُ قَوْمٌ وَيُحْيِي الْعِلْمُ ذِكْرَهُمُ ... وَالْجَهْلُ يُلْحِقُ أَمْواتاً بِأَمْواتِ (٤)


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٤٩٩)، وكذا الدارمي في "السنن" (٥٥٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٨٤): رواه أحمد والبزار ورجاله موثقون.
(٢) ورواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٦)، والدارمي في "السنن" (٣٨٥).
(٣) وذكره الذهبي في "الكبائر" (ص: ١٤٨).
(٤) ذكره الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (٢/ ٢٨٠) دون أن ينسبه لأحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>