للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٥ - ٩٦].

وعهد الله المأخوذ على العلماء هو أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، وإن كتموه لغرض أو عَرَض قليل، أو بينوا خلافه لذلك فقد اشتروا بعهد الله ثمنا قليلاً، وكانوا بمنزلة الجاهلين الذين تركوا ما عند الله وهو باق بما عرض لهم من عرض الدنيا وهو فان نافد.

وقال تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: ٧٩ - ٨٠].

جعل الله تعالى مقالة أهل العلم في معارضة مقالة أهل الدنيا إشارة إلى جهلهم، كالجاهل يرى الدنيا عظيمة، ويرى أن من كثرت لديه قد أوتي حظاً عظيماً، فيتمنى مثله، والدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فمن يستعظمها في غاية الجهل، والمتمني لها إنما يتمنى الهموم في الدنيا، والعقوبة في الآخرة، فهو في غاية الجهل أيضاً.

وروى أبو نعيم عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: لا يكون العالم عالماً حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من دونه، ولا يأخذ على علمه ثمناً (١).


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>