للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبقراط: الجاهل الساكت فيلسوف الجهلة.

وروى ابن أبي الدنيا في "الصمت" بإسناد حسن، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كَفَّ لِسانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرتَهُ، وَمَنْ مَلَكَ غَضَبَهُ وَقاهُ اللهُ عَذابَهُ، وَمَنِ اعْتذَرَ إِلى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ" (١).

ولا شك أن الجهل عيبٌ وعورةٌ.

وروى هو والطبراني، والبيهقي في "الشعب" بإسناد حسن، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أنه كان على الصفا يلبي، ويقول: يا لسان! قل خيراً تغنم، وأنصت تسلم من قبل أن تندم.

قيل له: يا أبا عبد الرحمن! هذا شيء تقوله، أو شيء سمعته؟

قال: بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ أَكْثَرَ خَطايا ابْنِ آدَمَ فِي لِسانِه" (٢).

والعالم إذا تكلم بعلمه في محله غنم ثواب العلم والنصيحة، وإن سكت عن العلم في غير محله سلم من ضرر الكلام، والجاهل إذا


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ٥٥). وحسن العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ٧٦٨).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: ٥٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٤٤٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٩٣٣). وحسن العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ٧٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>