للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: انظر؛ كما وجدت في عمل عبد من عبادي شيئاً من جيفتك فقد سلطتك عليه.

وروى أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقاته"، وأبو نعيم عن أحمد بن أبي الحواري قال: الدنيا مزبلة، ومجمع للكلاب، وأقل من الكلاب من يعكف عليها، وإن الكلب يأخذ منها حاجته وينصرف، والمحب لها لا يزايلها بحال (١).

ورأيت بخط بعض العلماء القدماء أبياتاً منسوبة للإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه ألَمَّ فيها بهذا المعنى، فقال: [من الطويل]

أَأَنْعُمُ عَيْشًا بَعْدَما حَلَّ عارِضِي ... طَلائِعُ شَيْبِ لَيْسَ يُغْنِي خِضابُها

وَلَذَّةُ عَيْشِ الْمَرْءِ قَبْلَ مَشِيبِهِ ... فَقَدْ فَنِيَتْ نَفْسٌ تَوَلَّى شَبابُها

إِذا اسْوَدَّ لَوْنُ الْمَرْء وَابْيَضَّ شَعْرُهُ ... تَنَغَّصَ مِنْ أَيَّامِهِ مُسْتَطابُها

خَبَتْ نارُ نَفْسِيَ بِاشْتِعالِ مَفارِقِي ... وَأَظْلَمَ لَيْلِي إِذْ أَضَاءَ شِهابُها


(١) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>