ومما يدخل في قسم التشبه بالقردة: الاستخفاف بأولياء الله تعالى، والإنكار لكرامتهم.
وفي "ربيع الأبرار" للزمخشري: قال رجل للحسين بن منصور الحلاج: إن كنت صادقاً فيما تدعيه فامسخني قرداً، فقال: لو هممت بذلك لكان نصف العمل مفروغاً منه (١).
قلت: يشير بذلك إلى مسخ القلب؛ فإن المسخ يكون في الصورة، ويكون في القلب.
وعلى ذلك تأول بعض العلماء ما ورد في الأحاديث من المسخ الذي يكون في هذه الأمة آخر الزمان أنه يكون في القلب، والحق أنه يكون في الأجساد والقلوب، وقد يكون في القلوب دون الأجساد، وقد وقع الأول قليلاً، والثاني كثيراً.
وقد قدمنا عن بعض كتب التاريخ: أن رجلًا عبث بآخر وهو في الصلاة فمسخ خنزيراً.
وروى اللالكائي في "السنة" عن الوضاح بن حسان، عن بعض أهل الكوفة: أن رجلاً كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؛ قال: وكان قد صحبنا في سفر، فنهيناه، فلم ينته، فقلنا له: اجتنبنا، ففعل.