للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: كيف تحمليني وأنا امرأة قد كبرت وثقلت؟

وخافت على الرجل أن تتركه وحده فيموت، وكانت قد علقته ودخل قلبها حبه، فأحبت أن لا تذهب إلا به، فقالت للعنقاء: يا أمه! إن كنت لا بد فاعلة فإني أدخل جوف هذا الفرس، ثم تحمليني، فإن وقعت لم يضرَّني شيء.

فقالت: صدقت.

فدخلت في جوف الفرس، فحملتهما معا في الفرس حتى وضعتهما بين يدي سليمان عليه السلام، فقالت: هذه الجارية فأين الرجل؟

فقال: قولي للجارية تخرج، فخرجت.

فقال سليمان للرجل: اخرج، فقد جاءت بك تحملك على رغم أنفها على ظهرها.

فخرج، فاستحيت العنقاء، فخرجت على وجهها، فلم ير لها أثر حتى الساعة (١).

فهي يضرب بها المثل؛ يقال: أخفى من العنقاء.

قال ابن طولون: ورأيت في بعض الآثار: أن الطير صاحت عليها: يا عنقاء! يا قدرية! فذهبت، فلا يدرى أين ذهبت.

قيل: وكانت تشبه البوم، فلذلك ترى الطير إذا رأت البوم صاحت عليه.


(١) ورواه ابن بطة في "الإبانة" (٢/ ٢٨١ - ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>