للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الأمير تنكز يعظم الهندي ويعتقده، وكان الهندي شيخ الحاضرين كلهم، فكلهم صَدَر عن رأيه، وحبس ابن تيمية بسبب تلك المسألة، وهي التي تضمنت قوله بالجهة (١)، ونودي عليه في البلد وعلى أصحابه، وعُزلوا من وظائفهم (٢).


= قلت: فكيف له بمناظرة مثل أبي العباس رحمه الله.
وأما كلام السبكي المتقدم، فمعلوم حدة تاج الدين السبكي لشيخ الإسلام، ولكنه على عداوته له، لم ينكر فضله، واعترف بعلمه وديانته، كما نقل هذا ابن حجر في "الدر الكامنة" (١/ ١٨٦): "وكتب الذهبي إلى السبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية، فأجابه، ومن جملة الجواب: وأما قول سيدي في الشيخ تقي الدين، فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل، مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق، والقيام فيه لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل فيما مضى من أزمان"، انتهى.
ثم سامح الله المؤلف على إيراد مثل هذا على ابن تيمية، وقد عرف موضعه من العلم والعمل، مع أنه قد نقل عنه واستفاد منه أيما فائدة في أبواب كثيرة من كتابه دون الإشارة إليه كما تقدم.
(١) تقدم التعليق سابقاً على من شنع على ابن تيمية قوله بالجهة ونسب إليه ذلك، وهو منه براء.
(٢) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٩/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>