للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبْلَ ذلكَ" (١).

قال الدميري، والسيوطي: اختلف العلماء في المسوخ هل تعقب، أم لا؟ على قولين، والجمهور على الثاني (٢).

قلت: قد يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قبل أن يعلم بأنهما ممسوخان من بني إسرائيل، وأن الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كان مما حفظه ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يعلم بذلك.

ويؤيده: أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه ممن أسلم بعد الهجرة بزمن كثير، بخلاف ابن مسعود فإنه من السابقين الأولين، وابن عباس رضي الله تعالى عنهما من صغار الصحابة.

وإن قلنا بقول الجمهور، فيحمل ما روي أن الفيل كان لوطياً فمسخ، وأن الدب كان مخنثاً فمسخ، على أن معناه: أن بعض من فعل ذلك مسخ واحداً من جنس الفيل، أو واحداً من جنس الدب، وكذلك الباقي.

وعلى كل تقدير، ففي ما ذكرناه زجر عن هذه الأفعال التي مسخت أربابها شيئاً مما ذكر؛ فافهم!


(١) رواه مسلم (٢٦٦٣).
(٢) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ٣٣٤)، و"فتح الباري" لابن حجر (٧/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>