للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا عسى أن تؤثر نفختك في هذه النار العظيمة - وكانوا قد جمعوا لها الأحطاب شهرًا مع كثرة ما كانوا يجمعون حتى كانت المرأة تغزل وتشتري بغزلها حطباً، وأجَّجوا النار سبعاً - فقال الوزغ: إنما أفعل ذلك إظهارًا للعداوة.

وقد قلت في المعنى: [من الكامل]

قُولُوا لِمَنْ أَهْلَ الوِلايَةِ قَدْ سَلَخْ ... بِلِسانِهِ لَمَّا عَنِ الدِّينِ انْسَلَخْ

قَدْ قِيلَ لِلْوَزَغِ اللَّئِيمِ وَقَدْ نَفَخْ ... نارَ الْخَلِيلِ وَظَنُّهُ أَنْ قَدْ طَبَخْ

ماذا تَرَى نَفْخَ الْحَقِيرِ مُؤَثِّرًا ... قالَ: اسْكُتُوا فَاللُّؤْمُ طَبعٌ قَدْ رَسَخْ

ظَنَّ الْخَبِيثَ بِجَهْلِهِ لَمَّا طَغَى ... في فِعْلِهِ أَنَّ الْخَلِيلَ يَقُولُ: أَخْ

ما ضَرَّ أَهْلَ اللهِ كَيْدٌ إِنَّما ... مِقْدارُهُمْ عَنْ كَيْدِ كائِدِهِمْ بَذَخْ

مَن كادهمْ ما كادَ إِلاَّ نَفْسَهُ ... يا ويحَ شَخْصٍ قَلْبُهُ مِنْهُ انْمَسَخْ

وكذلك عداوة البغال لإبراهيم كما يؤخذ من أثر علي - رضي الله عنه - المتقدم دالٌّ على لؤمها.

وللوزغ قبيحة أخرى:

روى البيهقي وصححه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كانت الأوزاغ يوم أحرق بيت المقدس تنفخ النار بأفواهها، والوطواط تطفئها بأجنحتها (١).


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>