للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى الإِمام أحمد في "الزهد"، وعبد بن حميد، والدينوري عن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه قال على المنبر: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: ٣٠] قال: لم يروغوا روغان الثعلب (١).

وأنشد ابن قتيبة: [من الكامل]

خَيْرُ الصَّدِيقِ هُوَ الصَّدُوقُ مَقالَةً ... وَكَذاكَ شَرُّهُمُ الْمَنُونُ الأكذَبُ

وإذا غَدَوْتَ لَهُ تُرِيدُ نِجازَهُ ... بِالوَعْدِ راغ كَما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ (٢)

وأنشد الدميري في "حياة الحيوان" من قصيدة يقال: إنها لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ولا يصح: [من الكامل]

لا خَيْرَ فِي وِدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ ... حُلْوِ اللِّسانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ

يَلْقاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ لَكَ وامِقٌ ... اِذا تَوَلَّى عَنْكَ فَهْوَ العَقْرَبُ

يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللسانِ حَلاوَةً ... وَيرُوغُ عَنْكَ كَما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ (٣)

وقال آخر: [من السريع]

كُلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ خالَلْتُهُ ... لا تَرَكَ اللهُ لَهُمْ واضِحَةْ

كُلُّهُمُ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أَشْبَهَ الليلَةَ بِالبارِحَةْ (٤)


(١) تقدم تخريجه.
(٢) وانظر: "الصداقة والصديق" لأبي حيان التوحيدي (ص: ٨٤).
(٣) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (١/ ٥١).
(٤) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (١/ ٥١)، والبيتان لطرفة، انظر: "ديوانه" (ص: ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>