للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الجحر وقد احتفره غيرها، فتدخل فيه.

وقال الشاعر: [من الرجز]

وَأَنْتَ كَالأَفْعَى الَّتِي لا تَحْتَفِر ... ثُمَّ تَجِيْءُ سادِراً فَتَجْتَحِرْ (١)

وأنشده الزمخشري: ثُمَّ تَجِيْءُ سادِراً فَتَنْحَجِر (٢).

قال الدميري: وكل بيت قصدت إليه هرب أهله منها وتتركه لها.

قلت: وهذا حال الينكجرية والبلوكباشية الذين في زماننا هذا إلا قليلاً منهم؛ يغتصبون بيوت الناس، ويستولون عليها وعلى سائر ما يشاؤون من عقار وإقطاع إلا ما وقى الله تعالى منهم؛ وحسبنا الله ونعم الوكيل!

ولعلهم يلينون، وما أشبههم في ذلك بلين الحية، ويحلون ألسنتهم لمن يطمعون فيه حتى يزوجهم أو يشاركهم، فإذا تمكنوا منهم طردوهم وأهانوهم، وربما أغرموهم أو قتلوهم، فما أشبه حالهم بما ذكره الزمخشري في "المستقصى" في قولهم في المثل: أظلم من حية (٣).

وروي: أظلم من حية الوادي.

قال: يزعمون أن رجلاً أخذ حية وقد خمدت من البرد حتى لا


(١) انظر: "جمهرة الأمثال" للعسكري (٢/ ٣٠).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٢٣١).
(٣) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>