للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِذا الفاحِشُ لاقَى فاحِشًا ... فَهُناكُمْ وافقَ الشَّنُ الطَّبَقْ

إِنَّما الفاحشُ مَنْ يَعْتادُهُ ... كَغُرابِ البَيْنِ ما شاءَ نعقْ

أو حِمارِ السَّوْءِ إنْ أَشْبعتهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جاعَ نهقْ

أَوْ غلامِ السَّوْءِ إنْ جَوَّعْتهُ ... سَرَقَ الناسَ، وإنْ يَشْبَعْ فَسَقْ

أَوْ كَعَنْزى رَفَعَتْ عَنْ ذَيْلِها ... ثُمَّ أَرْخَتْهُ ضِراراً فَانْمَزَقْ

أَيُّهَا السَّائلُ عَمَّا قَدْ مَضى ... هَلْ جَدِيدٌ مِثْلُ مَلْبُوسٍ خَلَقْ (١)

وأنشد الدينوري في "المجالسة" لسويد بن أبي كاهل: [من الرمل]

كَيْفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرأسَ بياضٌ وَصَلَعْ

رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظاً قَلْبَهُ ... قَدْ تَمَنَّى لِي غَيْظاً لَمْ يُطَعْ

وَيَرانِي كَالشَّجا فِي صَدْرِهِ ... عَسِراً مَخْرَجُهُ ما يُنْتَزَعْ

جُرَدٌ يَخْطُرُ ما لَمْ يَرَنِي ... وَإِذا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ

لَمْ يَضِرْني غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي ... فَهْوَ يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ

ويحَيَّينِي إِذا لاقَتْيُهُ ... وَإِذا يَخْلُو لَهُ لَحْمي رَتَعْ

قَدْ كَفانِي اللهُ ما فِي نَفْسِهِ ... وَإِذا ما يَكْفِ شَيْئًا لَمْ يَضع (٢)

الضوع - بضاد معجمة مضمومة، وواو مفتوحة، وعين مهملة -


(١) انظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص: ١١٩).
(٢) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>