للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طارت أفئدة الملائكة، فلما خلق آدم عليه السلام سكنت (١).

وقال الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد": أخبرنا عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، قال: إن من دعاء الملائكة عليهم السلام: اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك يوم نقمتك من أعدائك فاغفره لنا، أو نحو ذلك (٢).

وروى الدِّينوري في "المجالسة" عن شعيب بن سليمان قال: أتى ذو القرنين مغرب الشمس، فرأى ملكا من الملائكة كأنه يترجح في أرجوحة من خوف الله تعالى فهاله ذلك، فقال له: علمني علماً لعلي أزداد إيمانا، قال: إنك لا تطيق ذلك، قال: لعل الله أن يُطَوِّقَنِي ذلك، فقال له الملك: لا تغتم لغدٍ، واعمل في اليوم لغد، وإذا آتاك الله من الدنيا سلطاناً فلا تفرح به، وإذا صرفه عنك فلا تأسَ عليه، وكن حسن الظن بالله، وضع يدك على قلبك، فما أحببت أن تصنع لنفسك فاصنع بأخيك، ولا تغضب؛ فإن الشيطان أغضب ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فَرُدَّ الغضب بالكظم، وسكِّنه بالتؤدة، وإياك والعجلة؛ فإنك إذا عجلت أخطأت، وكن سهلاً لينا للقريب والبعيد، ولا تكن جباراً عنيداً (٣).


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٥).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد (١/ ٧٤).
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٣٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٧/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>