للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه في كتاب "آداب المريدين": وأجمعوا أن العبد ينتقل في الأحوال حتَّى يصير إلى نعت الروحانيين، فتنطوي له الأرض، ويمشي على الماء، ويغيب عن الأبصار.

وقال جدي شيخ الإسلام الرضي الغزي في منظومته المسماة بِـ: "الدرر اللوامع في الأصول": [من الرجز]

وَالْعَبْدُ يَنْتَقِلُ (١) بِالإِحْسانِ ... إِلَىْ صِفاتِ الْمَلَكِ الرُّوْحَانِي

تُطْوَىْ لَهُ مَسَافَةُ الْبَيْداءِ ... وَيَعْتَلِيْ فِيْ الْمَاءِ وَالْهَوَاءِ

قلت: ومن الأدلة الواضحة على ذلك تلطف جثمانية النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان لا يرى له في الشمس ظل (٢).

روى الحكيم الترمذي عن ذكوان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر (٣).

وقال ابن سبع: من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أن ظله كان لا يقع على الأرض، وأنه كان نوراً، وكان إذا مشى في الشمس والقمر لا يظهر له ظل.


(١) كذا في "أ" و"ت".
(٢) ذكر ابن الجوزي في ذلك أثراً عن ابن عباس - صلى الله عليه وسلم - في "الوفا بأحوال المصطفى" (ص: ٤١٢).
(٣) كذا عزاه السيوطي في "الخصائص الكبرى" (١/ ١١٦) إلى الحكيم الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>